أسامة |
أحمد بيومى - أفلامجى
قبل نحو ستة أشهر، بدأت صياغة محاور دراسة
سينمائية اخترت لها عنوانا "أطفال السماء" وتصدر قريبا فى كتاب مطبوع،
معنية بالأساس فى كيفية بلورة العقل السينمائى العالمى لصورة الطفل وملامحه على
مختلف المستويات، السياسية والجغرافية والإجتماعية والدينية، وما يتبع ذلك
بالضرورة من كشف لرؤية الفن السابع عن مستقبل العالم برمته بناء على رمزية الطفل
بإعتباره المعادل البصرى للمستقبل، القريب منه والبعيد.
لا يمكن بحال من الأحوال التوقف عند الفيلم
الأفغانى "أسامة" بإعتباره عملا عابرا، بل تأريخا وتوثيقا لمعاناة حلت
وربما تكرر فى بلدان أخرى مهما تصورت أنها بمنأى عن خطر التطرف. وفى ذات السياق،
لا يمكن فصل مضمونه، عن الفيلم الأمريكى "صاخب للغاية وقريب بشكل لا
يصدق" الذى تم إنتاجه بعدها بسنوات، حيث الطفل الساعى لتجميع ذكريات والده
المقتول على أيدى الإرهابيين المسلمين فى الحادى عشر من سبتمبر. وبالضرورة نجد
أنفسنا مجبرين على تذكر الفيلم الأنجولى "مدينة الأشباح" حيث الطفل
الهارب من الحرب ليجد نفسه قاتلا قبل أن يصير ، فى برهة من الزمن، مقتولا. تماما
كالطفل اليهودى ابن الوالدين الشيوعيين فى الفيلم البرازيلى "العام الذى ذهب
فيه والدى فى أجازة"، عندما يبدو العالم مكانا صغيرا مهما كانت ضخامة الحدث،
وعشرات الأفلام التى صاغها مبدعين من كل أركان العالم وتدور كلها فى فلك الطفل وما
يمثله من أمل أو خوف. العلاقة بين "القدر" و"المصير" حاضرة فى
العقل الجمعى السينمائى، ومحاولات الهرب استنفذت من الجميع، وبات التعامل مع
الواقع هو الخلاص.
الخلاصة أن الناس ليسوا أرقاما
بل اشبه بالحروف، والحروف تتحول إلى قصص، والروايات خلقت لتروى، وأن كل يوم جديد هو
بمثابة معجزة، تماما كمعجزة الأطفال الذين نراهم يوميا فى شوارعنا، ولا نكترث، واهمين أنها مشكلة عابرة ستجد حلا من
السماء.
نُشر فى أخبار النجوم 7-3-2013
نُشر فى أخبار النجوم 7-3-2013
0 comments:
إرسال تعليق