٢٩‏/٠٧‏/٢٠١٢

عادل إمام .. الزمن يخسر أحيانا


أحمد بيومى - أفلامجى
ربما من المبكر جدا الحديث عن أى عمل درامى لم نشاهد منه سوى حلقات معدودة، لكن يبدو من المنطقى، بل من الضرورى، الحديث عن ظاهرة فنية تتم الآن خمسون عاما من العطاء الفنى، وما يزيد عن ربع قرن من الزمان على قمة هرم النجومية.
لم أملك وانا اتابع شخصية ناجى عطا الله سوى تذكر شخصيات كثيرة جسدها عادل إمام فى مشواره الطويل الممتد، مدرسة المشاغبين، الإرهابى، النوم فى العسل، طيور الظلام، المنسى، الإرهاب والكباب، اللعب مع الكبار، شاهد ماشفش حاجة، احنا بتوع الأتوبيس، دموع فى عيون وقحة، حب فى الزنزانة، الواد سيد الشغال، المولد، الزعيم، الافوكاتو، كاراكون فى الشارع، وغيرها الكثير. ولا أنكر إنى أملك العديد من التحفظات الفنية والأيدلوجية على بعض أعمال وكثير من مواقف عادل إمام، لكن فى النهاية علينا جميعا الأعتراف أننا نقف أمام ظاهرة فنية قلما تحدث فى تاريخ الشعوب. وأن عادل إمام لازال يملك شعبية جارفة عند المشاهد المصرى والعربي، ونجح فى الحفاظ على توهجه والإبقاء على الحميمية بينه وبين جمهوره طوال عقود متعاقبة.
يعود عادل إمام بعد ثلاثين عاما من الغياب عن شاشاة التلفزيون، وتحديدا منذ عام 1982 حين قدم مسلسل "دموع فى عيون وقحة"، والمفارقة أن اسرئيل هى العامل المشترك بينهما. يرغب عادل ومعاطى فى مناقشة ملف التطبيع، ويلعبان معنا فى الحلقات الأولى لعبة "اعرف عدوك" حين يطلعنا على الكثير من عادات الدولة الصهيونية وطقوسهم الدينية والإجتماعية. ولجأ صناع العمل إلى بعض الإيحاءات المباشرة مثل شخصية "جمال عبد الناصر" الرافض حتى تواجده داخل حدود اسرائيل كممثل دبلوماسى. وكما قلت لازال من المبكر الحكم على العمل الفنى، وأملك الآن بعض الملاحظات الفنية على العمل لكن علينا الأنتظار قليلا لنرى الصورة بكاملها.
تمر الأيام، شئنا أم أبينا، ونخوض جميعا سباقا مع الزمن. الأغلبية الساحقة تخسر وتسقط وتستسلم، وحدهم من يدركون قواعد اللعبة يمكنهم الصمود والمواصلة ومجارة سباق الزمن حتى بعد رحيلهم عن الدنيا. ألم ينتصر شاهين والمليجى والريحانى وعبد الوهاب ونجيب محفوظ؟. وأزعم الآن أن عادل إمام انضم إلى قائمة المنتصرين على الزمن والهاربين من سطوة سيفه. ماذا سنخبر أولادنا وأحفادنا حين يسألون عن عادل إمام؟، هل نرشح لهم عملا فنيا مثل الذى ذكرته من قبل، أم نقلب الذاكرة عن تصريحاته _السخيفة_ عن المخلوع والتوريث والغاز؟. 

                                  نُشر فى أخبار النجوم 26-7-2012  

0 comments:

إرسال تعليق

 
;