١٨‏/٠١‏/٢٠١٢

فضيلة النقيب


--- أحمد بيومى ---
تابعت عن قرب تفاصيل زيارة فضيلة نقيب المهن التمثيلية اشرف عبد الغفور إلى مرشد جماعة الإخوان المسلمين، أو بالأحرى الكمين السياسى الذى وقع فيه، وبعيدا عن الأداء الهابط الذى قدمه النقيب فى برنامج العاشرة مساء والتلعثم والتذبذب وافكار وقناعات تحتاج لجهد خرافى لإقناع طفل دون الثالثة من عمره، كان سبب الزيارة -كما أدعى- الحوار والفهم. وإلى فضيلة النقيب قدرا من المعلومات والحقائق الموثقة عن علاقة الجماعة بالسينما، والتى لايمكن إنكارها سوى من جاهل أو مجنون أو صاحب مصلحة.
فى العدد السابع عشر، أكتوبر 1977، تعيد مجلة "الدعوة" نشر البيان الذى أصدره الاخوان المسلمون بعد ايام قليلة من قيام حركة الجيش وطرد الملك فى يوليو 52، وهو البيان الذى يتضمن "تصورهم للإصلاح المنشود وطرق محاربة الفساد ومحاسبة المفسدين". من مطالب الجماعة "أن تعمل الحكومة على تحريم ما حرم الله وإلغاء مظاهر الحياة التى تخالف ذلك مثل القمار والخمر ودور اللهو والمراقص والأفلام والمجلات المثيرة للغرائز الدنيا". لاحظ أن الأفلام تحتل نفس مكانة القمار والخمر، دون حتى تحديد الفيلم الجيد أو الردئ.
فى كتاب عبد الله إمام "عبد الناصر والاخوان المسلمون"، حوارا بين المرشد العام الأستاذ حسن الهضيبي والرئيس جمال عبد الناصر، وفيه بالحرف الواحد: "ورأى المرشد العام أن تصدر الثورة قانونا بعودة الحجاب إلى النساء حتى لا يخرجن سافرات بشكل يخالف الدين، وأن تغلق دور السينما والمسرح".
الكاتب الإخوانى محمد عثمان الديب يتحدث فى سياق حملة عاتية ضد بناء المسارح ودور السينما عن "أعداء الإسلام" .. ويخاطب وزير الإعلام عبد المنعم الصاوى _فى ذلك الوقت_ قائلا: "وزير الاعلام يبنى الانسان المصرى بماذا؟ بالثقافة! أى ثقافة!. بإنشاء مدينة للسينما على 500 فدان؟ ياللهول. مدينة للسينما فى مصر تضارع هوليود فى نيويورك؟ على مساحة 500 فدان. لان افلام "بمبة كشر" و"24 ساعة حب" و"سيقان فى الوحل" و"احنا عايشين للحب" ... الخ هذا الانحطاط. هذه الافلام وآلاف مثلها أصبحت فى نظر وزير الثقافة مثل رغيف الخبز والماء والهواء .. فهى تحتاج إلى مدينة خاصة". ويختتم مقاله المطول قائلا: "وأنا كمقاتل حضرت حربى 67 ورمضان 1393، لو خيرت بين حرب الطائرات الإسرائيلية للمدن والقرى المصرية، وحرق هذه الأفلام للأسرة المصرية، لاخترت الأولى". هل يعقل أن يرى شخص مصرى أن ضرب الطائرات لمدن القناة وقتل أهالينا أفضل من صناعة السينما!.
الشيخ محمد عبدالله الخطيب الإخوانى الشهير يقول: "ونسأل ما هو الحلال فى السينما اليوم؟ وأين هى المصلحة التى تغلب على المفسدة؟ هل الاتجار بالجنس وإثارة الشهوات وطمس معالم الفضيلة .. حلال؟ وهل تجسيم الخيانات الزوجية وشرب الخمور كحل للمشاكل .. حلال؟ وهل التبرج والقبل والعرى .. حلال؟ وهل تصوير رجل الدين الاسلامى ومدرس اللغة العربية بصورة مزرية وشكل مضحك أو رجل أبله أو وصولى أو جشع .. حلال؟ وهل اختلاط الجمهور داخل هذه الدور بصورة هى الفوضى بعينها .. حلال؟".
الزعيم الاخوانى صلاح شادى يكتب مقالا جاء فيه: "تجارة السينما فى الاجساد العارية على الشاشة وفى محاربة المثل والقيم وتحطيم قواعد اللغة العربية .. فإذا فرغت من هذا أو خلت منه .. فهى تدعو إلى مصر الفرعونية وتغلق الباب بإحكام على الإسلام وتراثه ورجاله".
                             فاشهد لنا يا قلم .. أننا لم ننم
                                                                                      نشر فى أخبار النجوم 11-2-2012

0 comments:

إرسال تعليق

 
;