٣٠‏/٠٥‏/٢٠١٢

يسرى نصر الله والمنتج الصهيونى

أحمد بيومى - أفلامجى
فى البدء يجب التأكيد على وجوب عدم السماح لأى شخص بالمزايدة السياسية أو الوطنية أو الدينية على شخص آخر يخالفه الرأى والفكر.
أثار قبل أيام الزميل الناقد أحمد عاطف على صفحات "الأهرام" عددا من مواقف جورج مارك بنامو المنتج المشارك فى فيلم يسرى نصرالله الأخير "بعد الموقعة"، الذى أعاد مصر من جديد إلى المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائى العريق بعد مشاركات وهمية تمثيلية طوال سنوات مضت. بنامو يروى عنه عشرات المصريين المقيمين فى فرنسا مدى عداوته لكل ما هو عربى، وكيف لعب دورا هاما فى سياسة ساركوزى العنصرية تجاه العرب. وعلى الرغم من ذلك، شارك بنامو فى إنتاج أول فيلم روائى عن الثورات العربية، اعرب فى كل وسائل الإعلام الغربية عن مدى سعادته بالربيع العربى!. الخبر السابق لا يقل خطورة عن الخبر اللاحق المتعلق بشراء اسرائيل حق العرض الأول للفيلم فى تل أبيب. وهو الأمر الذى علق عليه يسرى نصرالله من موقعه فى كان بالرفض، وأبدى اعتراضه على عرض فيلمه فى اسرائيل، لكن امتغاضه ورفضه الأدبى الدبلوماسى لن يغير شيئا على الأرض، وتنتظر اسرائيل نسخة الفيلم لتبدأ فى عرضه، وفى نفس المؤتمر الذى أكد فيه على رفض العرض فى الدولة الصهيونية، أشار إلى وجود أصدقاء له فى اسرائيل.
حتى لا ننسى، يسرى نصر الله كان واحدا ممن وقفوا فى ميدان التحرير ليلة 25 يناير، وكما بدأت لا يمكن المزايدة على أي شخص، وآراؤه عن التوريث والفساد وما آل إليه حال البلاد والعباد، واضح ومعلن فى كل حواراته الصحفية وأعماله الفنية من قبل الثورة ومن بعدها. يسرى نصرالله قيمة كبيرة للفن المصرى وهو الوريث والأبن الشرعى ليوسف شاهين، ويكفى لفيلمه الأخير أن أعاد الأمل للسينمائين المصريين فى قدرتهم فى المسير إلى أرفع المهرجات العالمية. وتبقى إشكالية اسرائيل والتطبيع والأفلام ذات الصبغة العالمية سواء من ناحية التمثيل أو الإنتاج أو حتى حقوق العرض، تبقى مشكلة قديمة – جديدة، يجب أن نبحث لها عن حل حاسم قاطع. الكل الآن مشغول بما يحدث على الساحة السياسية المصرية، ولا يملك أى عاقل أدنى شك، أن الديموقراطية التى تعيشها مصر الآن تمثل كابوسا لدولة اسرائيل التى طالما رددت أنها الديموقراطية الوحيدة فى الشرق الأوسط. على الجميع الأنتباه من الباب الخلفى الذى حاولت وستظل اسرائيل تحاول التسلسل منه، باب التطبيع الفنى والثقافى، وعلينا جميعا التصدى بحسم وغلق هذا الباب قبل أن يصبح الأمر عسيرا.
يسرى نصرالله وكل طاقم الفيلم، مطالبون فورا بإصدار بيان يحمل كل التفاصيل عن ما جرى، وعن مدى علمهم بالأمر من قبل أم لا، والخطوات الملموسة التى يمكن بها تدارك ما حدث. 
                                   نُشر فى أخبار النجوم 31-5-2012 

0 comments:

إرسال تعليق

 
;