٢١‏/٠٦‏/٢٠١٢

سفينة الحرب .. امريكا واليابان إيد واحدة

أحمد بيومى  - أفلامجى
حاولت تجنب الكتابة عن الفيلم الأمريكى "سفينة الحرب" battleship للمخرج بيتر بيرج، صاحب أفلام "هانكوك" و"المملكة"، والذى يعرض فى دور العرض حاليا لعدة أسباب أهمها على الإطلاق هى الحبكة التقليدية المتكررة، وعدلت من قرارى وتناولت الفيلم لدوافع أكشفها فى السطور القادمة.
"سفينة الحرب" يجذب انتباهك _للمرة الأولى والأخيرة_ خلال المشهد الأفتتاحى، حين نجد أنفسنا داخل إحدى المعامل وأمام عالم يعلن للعالم عن إكتشافه لكوكب صالح للمعيشة، وعن نيتهم للتواصل مع سكان هذا العالم الآخر فى حال وجود أى نوع من الحياة هناك. ويأتى تعقيبا على هذا الأكتشاف تعليق من باحث آخر مفاده أن الأمر اشبه بأكتشاف كولومبس للقارة الأمريكية والسؤال الآن من المنوط به لعب دور الهنود الحمر ومن عليه لعب شخصية المحتل الجديد. فلسفة تبشر بعمل جيد ولكن سرعان ما تخيب الآمال.
بالتوازى مع هذا الكشف، نرى مبارة فى كرة القدم بين فريق البحرية الأمريكى ونظيره اليابانى، ويصفها المعلق بأنها أكثر أهمية من نهائى كأس العالم، المبارة تقام وفى خلفيتها سفن حربية ضخمة تحيلك بالضرورة إلى أحداث بيرل هاربر التى كانت سببا فى أكبر مجزرة بشرية عرفها التاريخ الإنسانى حين استخدمت الولايات المتحدة الأمريكة القنبلة النووية. يخسر الفريق الأمريكي بعد غرور البطل ليسدد الكرة بعيدا تماما عن المرمى اليابانى، غروره الذى تكرر فى عدة مواقف، منها تلقينه لمنافسه اليابانى علقة موت، دفعت القيادة إلى إتخاذ قرار بفصله من البحرية بعد المناورة التدريبية التى هم على وشك القيام بها.
يخترق الغلاف الجوى للأرض خمس مركبات قادمة من حضارة مختلفة أكثر تطورا، وتسقط فى المنطقة التى يجرى فيها التدريب البحرى. يقيم الغرباء ستارا إلكترونيا يمنع الترسانية العسكرية الأمريكية من التعامل وخوض المعركة ليجد الأمريكى المتهور ألكس هوبر نفسه مع صديقه _عدوه السابق_ اليابانى يدا واحدة فى مواجهة المحتل. وبعد ساعة ونصف تقريبا من مطاردات وأكشن أمريكى شديدة الرتابة ومكرر فى عشرات الأعمال السابقة، ينتصر الظابط الأمريكى _راعى البقر_ على العدو الغبى. بعد أن يستعين بمجموعة من قدامى البحرية الأمريكية الذين سبق وأن شاركوا فى الحرب العالمية الأولى وإستعانته بسفينة حربية لم تبرح مكانها منذ ما يزيد عن الخمسون عاما. من جديد تحاول السينما الأمريكية صنع تاريخى وهمى، تنبش الماضى وتجمل الصورة مهما كانت مؤلمة وبشعة.
وفى إطار تجميل الصورة القاتمة، نجد شخصية المحارب السابق فى الجيش الأمريكى صاحب البشرة السوداء، والذى فقد قدميه أثناء الحرب الأخيرة ويخضع للعلاج الطبيعى وإعادة التأهيل، ويقف على قدمين صناعتين، وجها لوجه أمام الكائن الفضائى ويكيل له اللكمات حتى يسقط له صف أسنانه الأمامى. تروج هوليوود للحلم الأمريكى، وتسعى للتأكيد أن الحلم يتسع للجميع، وأن القوة المطلقة هى الحل، وعدو الماضى هو الصديق الحالى فى حال ما توافقت المصالح واتحدت الأهداف.  
                                  نُشر فى أخبار النجوم 21-6-2012

0 comments:

إرسال تعليق

 
;