٠٦‏/٠٢‏/٢٠١٢

حامد حماد

إن كنت من مرتادى مناطق وسط القاهرة ربما لمحته دون أن تدرى، رجل أميل إلى القصر وإلى النحافة حاملا حافظة ورق، يمشى مسرع الخطى قادما من أقرب محطة مترو أو متجها نحوها. ولو كنت من الحرصين على متابعة برنامج مركز الإبداع الفنى وما يقدمه من أفلام تمثل كل ثقافات العالم، لابد أنك شاهدته يجلس بمفرده فى منتصف القاعة متابعا فيلم يابانى أو صينى. وبالتأكيد فى حالة كنت من المهتمين بأهم حدث سينمائى يحدث فى مصر، وربما فى المنطقة العربية، مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، فأنت تعلم أنه الرجل المسئول عن المدد الصحفى لكل الصحفيين المصريين بإعتباره مدير المركز الصحفى للمهرجان، إلى جانب كونه عضو مجلس إدارة الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما.
رحل حامد حماد فى صمت، رحل وفقا للخبر المذكور _فى خمسة أسطر_ بعد صراع مع مرض الكبد، سافر حامد إلى العالم الأفضل متحججا بمرض الكبد. حامد _49 سنة_ الذى تواصل مع مئات الصحفيين طوال حياته المهنية، لم يجد أحدا منهم صورة له ليرفقها بخبر وفاته، فالرجل عاش فى الظل وقرر أن يموت كما عاش. وربما قرر حامد الرحيل بعد أن وجد مهرجان القاهرة، الذى لعب فيه دور الجندى المجهول، يلغى دون إبداء أسباب، بعد أن رأى أكبر حدث ثقافى سينمائى يقام فى قلب القاهرة يترنح دون مغيث، لم يحتمل ولم يقدر على المسير.  
حكاية ثورة
أن تجد عمل فنى شعرى سينمائى يشارك فيه مجموعة من الفنانين قد يصعب ذكرهم جميعا يتحدث عن ثورة يناير هو بلا شك عمل يستحق التوقف. ليس لأن الأمر يتعلق بعمل فنى عن الثورة بمشاركة نجوم، بل بطريقة المعالجة الجديدة الطازجة التى قدمها الشاعر أحمد حداد وأخرجها ناجى أسماعيل.
"حكاية ثورة" يبدأها محمود حميدة قائلا: "هو أنتى عمرك كام سنة؟ وأنا عمرى كام؟ .. ضهرى أنحنى .. وحسبت عمرى ألف عام .. نمت فىضل الستاير .. ولما طل يناير .. من تانى اتولدت .. ووجدت محبوبتى المسنة بنوتة .. ابيض من بياض السنة .. بنوتة .. تسمع من السما حدوتة". وخلال الحدوتة المصورة ترى صور شعرية مصحوبة بصور سينمائية وكادرات بصرية تجمع المئذنة وقبة الكنيسة فى كادر وبينهما الغناء. "حكاية الثورة" عمل لا تزيد مدته الزمنية عن عشر دقائق وشارك فيه عدد كبير من النجوم منهم محمود حميدة وبسمة وكارولين خليل وجيهان فاضل وعمرو عابد وفرح يوسف وطارق التلمسانى وكريم قاسم ويسرا اللوزى وآسر ياسين وحازم شاهين وعمرو واكد وغيرهم.
وخلال الحدوتة ترى الدبابة التى وقفت بجانبك فى إشارة مرور، وسائق التاكسى ودوره فى الثورة، والرصاص الحى وسينما التحرير، والولد اللى قال للبنت بحبك فى الميدان، فلم تجد سبيل آخر سوى أن تقول وأنا كمان،  وحديث عن المولوتوف ورائحة الخوف، والأذان والترانيم. وكما بدأ محمود حميدة الحكاية يختمها قائلا: "العيد بينحدر مع ابتسامة الشهيد من الجنة .. مع بصته لينا .. ودعواتنا ليه .. الشمس طلعت ونورت بنور زيادة عن اللزوم .. وحكت حكاية 18 يوم نضال .. من المسيرة البيضا .. لهجوم الجمال .. امبارح عدى .. بس سايب أثاره .. وبكره لسه فى انتظاره .. و11-2-11 تاريخ عمره ما هيتنسى .. تاريخ مسجل فرحة وانسانية وعند وغضب وخوف وسياسة وخيم ومسارح وكلام عن امبارح .. ودم .. وكلام اكتر عن بكرة .. عشان اللي جاى أهم".
                                         نشر فى أخبار النجوم  2-2-2012

1 comments:

الاسكندرانى عاشق السينما يقول...

رحم الله الاخ والصديق والزميل حامد حماد
واسكنه فسيح جناته

إرسال تعليق

 
;