١٧‏/٠٣‏/٢٠١٢

حصان الحرب .. والحب

أحمد بيومى -أفلامجى
من جديد يعود المخرج الأمريكى الأشهر ستيفن سبيلبرج إلى أجواء الحرب، بعد أن قدم رائعته "إنقاذ الجندى راين" عام 1999 ونال عنه جائزة أوسكار افضل مخرج، يحن سبيلبرج هذه المرة إلى أجواء الحرب العالمية الأولى، ويقدم عمل سينمائى شديد التميز بعنوان "حصان الحرب" والذى تم ترشيحه لأكثر من جائزة أوسكار. "حصان الحرب" يروى قصة حصان يدعى جوى يملكه فتى يدعى ألبرت، يضطر والده إلى بيع الحصان إلى أحد الظباط، وينتقل الحصان إلى ملكية أكثر من شخص مستعرضا أحداث الحرب العالمية الأولى، إلى أن يعود من جديد إلى صديقه الأول ألبرت.
وربما أكثر ما يميز "حصان الحرب" هو حالة الحب التى نراها فى كل مشهد من مشاهد الفيلم، حتى فى المعارك الدموية نرى تفاصيل تشع بالرومانسية والحنين. مع المشاهد الأولى حين نشهد ولادة الحصان جوى، نتتبع علاقة مهر صغير مع والدته، تعلميه المشى والركض. نظرات والد البرت حين يلمح الحصان معروضا للبيع فى أحد المزادات، ويؤمن بإختلافه عن أى حصان سبق وأن رآه فى حياته، ويقرر شراؤه حتى وإن كلفه ذلك آخر مليما فى جيبه. ويسرد سبيلبرج تطور العلاقة بين آلبرت وجوى فى مشاهد رائعة مليئة بدفئة وحنين يشوبها ترقب وخوف. ويتطور الأمر إلى أن يضطر الوالد إلى بيع الحصان لأحد الظباط المتجهين إلى الحرب. ومع انخراط جوى فى صفوف الجيش، تنشأ علاقة حب وصداقة بين الحصان "جوى" وحصان آخر يدعى "توبثور"، صداقة تدفع "جوى" فى إحدى المعارك إلى التبرع لأخذ دور "توبثور" لجر احد المدافع التى كانت كفيلة بالقضاء عليه. وتدور الأحداث إلى أن يقع الحصان بين يدى فتاة بريئة تعيش مع جدها وتفتقد والديها الذين رحلا عن الدنيا عندما قاوموا بعض الجنود فى أحد الحروب، وتقع الفتاة فى حب الحصان، إلى أن يقع الحصان مرة أخرى فى قبضة الجنود ويذهب للحرب على الجبهة.
وبمهارة فائقة ينقل إلينا تفاصيل معركة حربية بين الجيش الأنجليزى والألمانى، معركة مليئة بالتفاصيل الإنسانية شديدة الغنى والثراء. ويقود القدر الحصان "جوى" إلى المنطقة المحظورة بين الجيشين، وتعيقه السلاك الشائكة حتى لا يقدر على الحراك. وفى مشهد ربما هو من أفضل مشاهد العام السينمائى، يتقدم جندى انجليزى رافعا الراية البيضاء فى محاولة لتخليص الحصان، وسرعان ما ينضم إليه جندى ألمانى حاملا قاطع للأسلاك. ويدور حوارا إنسانيا بين الأثنين وينجحان فى فك أسر "جوى" ثم اللجوء إلى عملة معدنية لتحدد إلى أي المعسكرين سيذهب الحصان، فيقوده القدر مجددا إلى المعسكر الأنجليزى. يتبادل الأثنين التصافح، وهدية تذكارية، مذكرين بعضهم أنه فى غضون نصف ساعة ستبدأ المعركة من جديد .. وربما يقتل كل منهم الآخر.
وفى المعسكر الأنجليزى يجلس آلبرت معصوب العينين بعد إصابته فى إحدى المعارك، ويسمع أحاديث عن الحصان، الحب وحده يدفعه للشعور أن وحده "جوى" القادر على إثارة كل هذا الصخب. يطلق آلبرت النداء السرى بينه وبين "جوى"، يأتيه الحصان. ووفقا للقانون لم يكن مسموحا للجندى بالأحتفاظ بالحصان فيذهب من جديد للمزاد، فيشتريه جد الفتاة التى أحبت الحصان لقاءه مبلغ خيالى، وعندما يعلم بقصته مع ألبرت يهديه إليه بلا مقابل، ليعود ألبرت وجوى إلى مزرعتهما حيث بدأت الحكاية.
"حصان الحرب" فيلم تناول الحرب فلم يقدم إلا عن الحب، واثبت أن الأنسان يملك الكثير من التفاصيل أكثر أهمية من تملك مزيد من الأراضى أو إقتناء بعض الأموال.
                                                      نُشر فى أخبار النجوم 15-3-2012

0 comments:

إرسال تعليق

 
;