٠٤‏/١٢‏/٢٠١١

فوبيا الإرادة الشعبية

نشر فى أخبار النجوم 25-8-2011

يواجه الإعلام تحديا جديدا يوما بعد يوم. ولأن الخبر فى حد ذاته _الصحيح منه_ يسهم فى المحافظة على توازن المجتمع وتقدمه واستقراره. وبالتالى أصبحت رياضة مطاردة الأخبار هواية عند الكثيرين ممن تعتمد حياتهم بشكل أساسى على المعلومات
والأسبوع الماضى كان وبلاشك مثير إلى أقصى حد، توترات على الحدود المصرية - الفلسطينية، زحف للثوار إلى طرابس وتحقيق أنتصار مذهل لازلنا فى حاجة لمعرفة المزيد عن خباياه وأسراره، حديث تلفزيونى مستفز لبشار الأسد، مظاهرات حاشدة أمام السفارة الأسرائلية وظهور "سبايدرمان" المصرى، مؤشرات قوية تتجه إلى إجراء انتخابات فى الجامعات المصرية، عودة حوادث تصادم القطارت ومصرع العشرات، وشلل فى المحافظات بسبب أزمة البنزين
ووسط هذا الكم الهائل والمرعب من الأخبار والأحداث والتطورات، لم تتبلور بعد رؤية إعلامية قادرة على إعادة تدوير المعلومات ووضعها فى إطارها الصحيح ورسم تحليل موضوعى للخبر. وخير دليل على ذلك هى القصة الخبرية المتعلقة بالشاب أحمد الشحات الذى دفعه الفضول للذهاب إلى كوبرى الجامعة حيث المظاهرات التى تطالب بطرد السفير. الشحات عندما قرر تسلق 21 طابقا حاملا علم مصر وإنزال علم أسرائيل كان محملا بفيض هائل من المشاعر الإيجابية ولا يرغب سوى _كما قال_ برسم البسمة على وجوه الناس فى مصر. وبشكل شخصى، لا استطيع إنكار القشعرة والسعادة التى اجتاحتى بعد سماع الخبر
ما يثير فضولى هو تعامل الإعلام مع ما أسموه "البطل أحمد الشحات". هل ما أقدم عليه الشحات يعتبر "بطولة" أم "تهور". هل بالفعل _كما جاء فى إحدى القنوات الفضائية_ ما فعله الشحات بمثابة عبور جديد لخط بارليف وانتصار على الكيان الصهيونى
سؤال: فى حالة ما كان أمن السفارة قد تعامل بأي شكل من الأشكال مع أبو حميد، هل يستطيع أحد تخيل السيناريو؟؟؟
ج: سيناريو كارثى
سؤال آخر: هل أصيب الإعلام بفوبيا الإرداة الشعبية؟
ج: بلا شك، فالإعلام المصرى أصبح همه الأول والأخير إرضاء الجميع، دون النظر إلى المصلحة العامة، ودون تحليل وقراءة للأحداث بشكل جيد
الإعلام الآن فى أمس الحاجة إلى الجلوس على مائدة الإجتماعات ومناقشة خطة العمل، ووضع رؤية عن الأهداف المنشودة فى الفترة الحالية. والكف فورا عن هواية مطاردة الأخبار أينما وكيفما كانت

0 comments:

إرسال تعليق

 
;