٠٤‏/١٢‏/٢٠١١

كف القمر



قبل ما يزيد عن العام، وفى أعقاب عرض فيلم "كلمنى شكرا" انتشر على اغلب الصحف والمجلات الفنية مانشيت عريض "خالد يوسف .. لقد نفذ رصيدكم". ولا أنكر نيتى الشريرة فى نبش أرشيفى ونشره كما كتب، خاصة وأن الأمر لم يختلف كثيرا مع فيلمه "كف القمر" مع فارق وحيد حرص عليه خالد يوسف وهو تأكيده فى بداية الفيلم أنه من المشاركين فى ثورة 25 يناير. أزمة "كف القمر" هى أزمة خالد يوسف، البحث عن لعب كل الأدوار، مغازلة النقاد والمثقفين والتودد لشباك التذاكر، غواية سرد الحدوتة والبحث عن الإسقاط السياسى، ومن قبل ومن بعد الخطب المباشرة والحلم الناصرى المفقود. من يشاهد "كف القمر" يجد نفسه متلبسا بتقسيم الفيلم إلى جزءين، جزء خاص بخالد يوسف وجزء آخر مغاير ينتمى لناصر عبد الرحمن.
على مستوى الأداء الدرامى يحسب لخالد يوسف إختياره لعدد هائل من الممثلين الذين يتمتعون جميعا بقدر كبير من الموهبة، لكن الطامة الكبرى أن تمتلك هذا القدر من الإمكانيات وتفشل فى إكمال اللوحة على وجه جيد _لن أقول الوجه الأمثل. وفاء عامر وهى موهبة تمثيلية رائعة، تغاطى خالد يوسف _عن سهو او قلة حيلة_ عن إدراك الأخطاء الفادحة على مستوى حركة سيدة عجوز نال منها الزمن ما طاله، والميكياج الذى جاء مضحكا لدرجة تثير الشفق. خالد صالح، وله ما له من موهبة، تشعر أن إيقاع الفيلم الذى يراه بداخله مختلف لدرجة التضاد مع رؤية المخرج، لكنه فى النهاية لا يملك سوى المثول لإرادة رب العمل. غادة عبد الرازق، رغم أنها من محاور أحداث الفيلم، حيث نرى إطلاق نار، وخطف، وزواج إجبارى، ومستشفى أمراض عقلية، وهروب للزواج من الحب القديم، وطفل فى الأحشاء ينتظر النور. وفجأة الحب الدرامى ويقضى ذكرى ما يزيد عن العشر سنوات دون أدنى اهتمام برؤية ابنه / ابنته ولا يدرك حتى اسمه، التى وللحظ السعيد تحمل اسم قمر. خالد يوسف ظلم كل الممثلين بلا استثناء، وعلى رأسهم هيثم أحمد زكى وحسن الرداد وحورية ووفاء عامر. ولا اعرف ان كان ممكنا الحديث عن المعادل البصرى فى كف القمر أم لا. ترددى مفاده لأن الفيلم بدأ بصورة تبشر بسينما بصرية حيث تم الأعتماد فى البداية على "كف اليد وصوابع خمس" وما يشير إليه من قوة وإتحاد، لكن سريعا ما عادت ريما إلى عادتها، إسراف فى اللغو وبعد كل البعد عن أي صورة فنية. وعنصر الأغنية فى الفيلم جاء مقحما بطريقة فجة وإن تمت إزالته لن يتأثر البناء الدرامى _ طبعا فى حالة وجود بناء من الأصل.
ومع عدم قناعاتى بإقحام عامل الشباك فى أي معادلة نقدية، إلا أن فى حالة خالد يوسف تحديدا _هو الفخور بإيرادات كل أفلامه مؤكدا أن الفيلم الجيد يجد الإقبال أيا كانت الأسباب_ يجب التوقف وقراءة الموقف ليس فقط بشكل آنى، حيث "كف القمر" فى ذيل قائمة الإيرادات بأرقام هزيلة، إنما التفكير فى مستقبل خالد يوسف السينمائى فى ظل أوضاع مغايرة لما قبل ثورة 25 يناير، حين كان الصوت العالى ملفتا والأداء الأستعراضى يجذب نوعية بعينها من الجمهور، وهل سيكون هذا الفيلم بمثابة المسمار الأخير فى نعشه؟.

0 comments:

إرسال تعليق

 
;