٠٤‏/١٢‏/٢٠١١

الستات مايعرفوش يكدبوا



لا اعلم تحديدا السر وراء شغفى بمتابعة برنامج "الستات ما يعرفوش يكدبوا" الذى يعرض يوميا على شاشة سى بى سي ربما اسم البرنامج الذى استفزنى كرجل نظرا ليقينى بأن الكذب صفة أساسية من صفات بنات حواء، أو ربما كونى حديث الزواج فأسعى بكل ما أوتيت من قوة لمعرفة كل الحيل والألاعيب التى تتقنها كل نساء الأرض. لكن الأكيد هو جاذبية حديث كل من مفيدة ومنى وأميرة _مقدمات البرنامج_ اللاتى تشعر بمنتهى البساطة إنك تجلس وسطهم فى الأستديو تناقش وتحاور وتختلف وتحتد وفى النهاية تبتسم
ربما التنوع والأختلاف والبعد عن النمطية سواء فى الحوار أو الأخبار وتحليلها أو حتى التقارير الخارجية شديدة التميز هو السر وراء بريق البرنامج. فالبرنامج لا يقتصر على مناقشة قضايا نسائية بعينها لكنه يستقبل ضيوف لهم علاقة مباشرة بالحياة اليومية للمواطن فى مصر. كالحلقة "الكمين" التى استضافوا من خلالها محافظ الجيزة على عبد الرحمن وتمت مواجهته بكم هائل من الأسئلة والتقاير واتصالات المشاهدين ليجد المحافظ نفسه محاصرا ولا سبيل أمامه إلا قطع الوعود. وبطبيعة الحال، لم تعد مسألة قطع الوعود أمام المواطنين أمرا هينا. وبالفعل لم تمر سوى أيام وتابعت على إحدى الفضائيات أعمال السيطرة على البائعة الجائلين ورفع أكوام القمامة وتسير حركة المرور بشكل طبيعى فى منطقة الجيزة. وهذا المنطق الإعلامى هو المطلوب فى المرحلة المقبلة، منطق الحث على البناء وإعطاء الفرص وانتظار المردود
قبل أيام شاهدت حلقة شديدة الأختلاف من البرنامج حيث تنكرت مراسلة البرنامج ولعبت دور المتسولة. فى البداية بملابسها الطبيعية كفتاة من طبقة راقية اضطرتها الظروف إلى السؤال ومرة أخرة كفتاة بسيطة لا تملك مليما. وخلال عشر دقائق استطاعت أن تجمع ما يزيد عن 50 جنيها فى مفاجأة لكل من شاهد التقرير إلى جانب من قام على إعداده أيضا. والتقرير يعتبر تحقيقا تلفزيونيا من المقام الأول يمكن البناء عليه والأستفادة منه كثيرا وكثيرا، حيث تجد رجلا يساعد المتسولة بـ 10 جنيهات، وسيدة لا تملك سوى ثلاثة جنيهات تصر على إعطاء الفتاة جنيهين مما تملك. ويمكن لعلماء الأجتماع البناء على هذا التقرير التلفزيونى وطرح السؤال البديهى: ماذا حدث للمصرين؟ هل لازالت الشهامة والجدعنة المصرية الأصيلة متواجدة فى الشارع عند القادر وعند البسيط؟
والمدهش فى برنامج "الستات ما يعرفوش يكدبوا" هو سرعة التطوير الذى يلحق بالبرنامج. فما أن استشعر صناعه نجاحه السريع إلا وسريعا وضعوا خططا جديدة للتطوير مثل إضافة فقرات ثابتة لتوسيع قاعدة المشاهد. فتجد فقرة قانوينة، وأخرى فنية، واستثمار لنجاح الداعية الإسلامية فى رمضان إيناس مصطفى فتجد لها فقرة ثابتة، وفقرة لقراءة الصحف والمجلات، ولأن البرنامج نسائى إلى حد بعيد فتجد فقرة الصحة والجمال إلى جانب الفقرة المفضلة لى شخصيا وهى فقرة المطبخ
وأخيرا، ربما يحتاج البرنامج إلى توسيع أكبر لقاعدة الضيوف للهرب من خطر التكرار، وصياغة أفكار جديدة دائما للحلقات والتقارير الخارجية حتى يحافظ على المكانة التى وصل إليها ويتجاوزها

0 comments:

إرسال تعليق

 
;