نشر فى أخبار النجوم 3-11-2011
كم كانت سعادتى عندما دعانى أحد الأصدقاء لحضور فعاليات مهرجان جوتة للفيلم القصير، وهو المهرجان الذى حرصت على حضور فعالياته فى الأعوام السابقة. سعادتى تضاعفت عندما جلست داخل القاعة الصغيرة الأنيقة ورأيت العشرات ممن أضطروا إلى إفتراش الأرض والوقوف على اقدامهم لمشاهدة أعمال عدد من ممثلى مستقبل مصر السينمائى دون أدنى مبالغة. وربما أحد المتغيرات التى طرأت على المهرجان هذا العام هو حضور وزير الثقافة الدكتور عماد أبو غازى إلى القاعة متخليا عن البدلة الرسمية مكتفيا بقميص فضفاض وبنطلون وكلمة قصيرة مقتضبة. بطبيعة الحال عرض المهرجان أفلاما قادمة من مختلف الدول، لكنى أرغب فى التوقف عند بعض الأفلام المصرية
فيلم "كريم" التسجيلى الذى تناول قصة كريم سايس السيارات أمام أحد مطاعم الأكل الشهيرة، وحياتة قبل وبعد الثورة. وإيمانه بأن التغيير شئ إيجابى للبلد مع رفضه النزول إلى ميدان التحرير وقت الثورة لأنه فى حاله إشتراكه كان سيسرق الثوار وهو الأمر الذى رفضه، لكن السرقة هى حرفته. عمر الشامى مخرج الفيلم استطاع خلال دقائق معدودة رسم بورتريه صادق إلى حد الصدمة، ومضحك إلى حد البكاء، ورسم أمل و خلق حلم وسط كابوس نراه يوميا فى شوارعنا لكننا نخشى تأمله أو حتى القرب منه. كريم الذى يتمتع بصوت غنائى أفضل كثيرا من عشرات الأصوات التى على الساحة، ويرتدى تيشرت يحمل شعار اليونسيف إلى جانب عبارة "إيد على إيد .. نبنى مصر من جديد"، يدرك تماما واقعه ويضع سقفا لطموحاته وكل أمله فى الحياة هو الوجبة الدافئة ومستقبل به قدر قليل من المخاطر
فيلم آخر يجب التوقف عنده وهو "أشغال شقة" للمخرجة مى الحسامى، عن سيدة تعمل فى تنظيف البيوت مقابل أجر زهيد لكنه يتيح لها القدر الأدنى من طعام الأطفال وإيجار الشقة _وهو الأهم_، بعد أن أصبح حمل الأسرة ملقى على كتفيها لحبس زوجها فى قضية إتجار فى المخدرات ترى أنه بريئا منها، وأن الظابط قد لفق له الأمر برمته فزوجها فقط مدمن ومتعاطى. هذه السيدة تحمل نفس مشاعر "كريم"، الخوف من قادم الأيام، ترقب المجهول، الصراع _محسوم النتيجة_ بينهم وبين المستقبل. الفيلم يلمس المشاعر بطريقة متسللة، وتجد نفسك قد قابلت هذه السيدة يوما من الأيام لكن _وكالعادة_ لم تنتبه. سيدة تصارع المرض اللعين وتضطر إلى إستصال قطعة من لحمها، تسعى طوال اليوم عبر مواصلات القاهرة التى لا تعرف الرحمة للحصول على قوت اليوم. ورغم كل هذا تشعر أن بداخلها رضا وإقنتاع وإيمان يقينا هو من جينات المصريين
كم كانت سعادتى عندما دعانى أحد الأصدقاء لحضور فعاليات مهرجان جوتة للفيلم القصير، وهو المهرجان الذى حرصت على حضور فعالياته فى الأعوام السابقة. سعادتى تضاعفت عندما جلست داخل القاعة الصغيرة الأنيقة ورأيت العشرات ممن أضطروا إلى إفتراش الأرض والوقوف على اقدامهم لمشاهدة أعمال عدد من ممثلى مستقبل مصر السينمائى دون أدنى مبالغة. وربما أحد المتغيرات التى طرأت على المهرجان هذا العام هو حضور وزير الثقافة الدكتور عماد أبو غازى إلى القاعة متخليا عن البدلة الرسمية مكتفيا بقميص فضفاض وبنطلون وكلمة قصيرة مقتضبة. بطبيعة الحال عرض المهرجان أفلاما قادمة من مختلف الدول، لكنى أرغب فى التوقف عند بعض الأفلام المصرية
فيلم "كريم" التسجيلى الذى تناول قصة كريم سايس السيارات أمام أحد مطاعم الأكل الشهيرة، وحياتة قبل وبعد الثورة. وإيمانه بأن التغيير شئ إيجابى للبلد مع رفضه النزول إلى ميدان التحرير وقت الثورة لأنه فى حاله إشتراكه كان سيسرق الثوار وهو الأمر الذى رفضه، لكن السرقة هى حرفته. عمر الشامى مخرج الفيلم استطاع خلال دقائق معدودة رسم بورتريه صادق إلى حد الصدمة، ومضحك إلى حد البكاء، ورسم أمل و خلق حلم وسط كابوس نراه يوميا فى شوارعنا لكننا نخشى تأمله أو حتى القرب منه. كريم الذى يتمتع بصوت غنائى أفضل كثيرا من عشرات الأصوات التى على الساحة، ويرتدى تيشرت يحمل شعار اليونسيف إلى جانب عبارة "إيد على إيد .. نبنى مصر من جديد"، يدرك تماما واقعه ويضع سقفا لطموحاته وكل أمله فى الحياة هو الوجبة الدافئة ومستقبل به قدر قليل من المخاطر
فيلم آخر يجب التوقف عنده وهو "أشغال شقة" للمخرجة مى الحسامى، عن سيدة تعمل فى تنظيف البيوت مقابل أجر زهيد لكنه يتيح لها القدر الأدنى من طعام الأطفال وإيجار الشقة _وهو الأهم_، بعد أن أصبح حمل الأسرة ملقى على كتفيها لحبس زوجها فى قضية إتجار فى المخدرات ترى أنه بريئا منها، وأن الظابط قد لفق له الأمر برمته فزوجها فقط مدمن ومتعاطى. هذه السيدة تحمل نفس مشاعر "كريم"، الخوف من قادم الأيام، ترقب المجهول، الصراع _محسوم النتيجة_ بينهم وبين المستقبل. الفيلم يلمس المشاعر بطريقة متسللة، وتجد نفسك قد قابلت هذه السيدة يوما من الأيام لكن _وكالعادة_ لم تنتبه. سيدة تصارع المرض اللعين وتضطر إلى إستصال قطعة من لحمها، تسعى طوال اليوم عبر مواصلات القاهرة التى لا تعرف الرحمة للحصول على قوت اليوم. ورغم كل هذا تشعر أن بداخلها رضا وإقنتاع وإيمان يقينا هو من جينات المصريين
"سلاحنا" للمخرج زياد حسن ربما هو المحاولة الأكثر مثالية لخلق فيلم قصير، فهو يتناول بصورة بصرية خالصة، وبكثافة حوارية متناهية، حياة فنانى الجرافتيى فى مصر وطريقتهم الخاصة فى التعامل مع الواقع الى يرفضوه. تلك الرسومات التى تجدها منتشرة فى كل شوارع مصر، وتحمل رسائل قد لا تحتملها الكثير من الصحف والفضائيات. سلاح الفن هو كل ما يملكه هؤلاء الشباب الذين لا يعرفوا سوى الطرق المباشرة للتعبير دون لف ودوران. فتجدهم فى منازلهم يحملون الصور ويجهزون الألوان مستنكرين منتقديهم بتلويث الشوارع قائلين "على أساس أنها نضيفة"، وينزلون إلى الشارع لكتابة "يسقط حكم العسكر" وطباعة قلب أحمر يتوسطه مبارك والمشير
0 comments:
إرسال تعليق