١٢‏/١٢‏/٢٠١١

مدينة النواصى


النواصى عندى أحد مصادر الحنين، والخوف، والتوق، كل ناصية تعنى التقاء طريقين، وكل طريق يؤدى إلى طريق، وكل طريق يعنى المضى إلى غاية، إلى مصير، ولا يمكن للإنسان أن يمضى إلى أكثر من طريقين فى وقت واحد، إما هذا، وإما ذاك، ومن هنا تصبح النواصى لتفرق المصائر وتلاقيها، والسعى إلى المجهولأحيانا، من هنا ينشأ الخوف، أما التوقف فيبدأ عند لقاء من نحب، واللقاء يعنى فراقا، فمجرد بدئه يعنى العد التازلى للوصول إلى نهايته.
مدينة نيويورك مصممة على شكل قطع شطرنج، تتقاطع الشوارع، ولهذا تتعدد النواصى، من واحدة إلى أخرى، ربما لهذا السبب يجرى الناس فى مشيهم، لحركة البشر خصوصية فى المدينة شاهقة الارتفاع، متعددة الاجناس، ولأن كل من يحل بناصية أنه عابر وليس مقيما، لذلك اعتبرتها مدينة غرباء، الكل فيها عابر، ما من مقيم.
                                                               من كتاب مدينة الغرباء .. مطالع نيويوركية
                                                                جمال الغيطانى

0 comments:

إرسال تعليق

 
;