٠٤‏/١٢‏/٢٠١١

مجدى الجلاد

نشر فى أخبار النجوم 15-9-2011

حلقة استثنائية وخارج السياق قدمها رئيس تحرير الزميلة المصرى اليوم من خلال برنامجه الجديد "لازم نفهم". أهم ما أقدم عليه مجدى الجلاد أنه حلق بعيدا عن السرب، وابتعد عن كل ما يثار حاليا فى الإعلام المكتوب والمرئى من قضايا تتعلق بشكل أو بآخر بالثورة، وأختار أن يستضيف اللواء سامح الكيلانى من الإدارة العامة لمكافحة المخدرات ليواجه بواحد من أهم الملفات التى تؤرق الحياة فى مصر وهى تجارة المخدرات التى يعلم القاصى والدانى أنها أصبحت فى متناول الجميع



وبطبيعة الحال، هذه الحلقة لم تكتسب صفة التميز فقط بسبب إختيار موضوع مغاير _وإن كان هذا يكفى_، بل بسبب الإعداد عالى المستوى الذى قدم تحقيقا تليفزيونيا من قلب شوارع القاهرة لتجارة المخدرات. ومن شاهد هذا الفيلم القصير الذى يمكن صانعوه من التقدم لأحد مهرجانات السينما المستقلة، سيعلم مدى الجهد والمخاطرة التى وضعها صناع البرنامج على عاتقهم لإعداد هذا التقرير وإخراجه إلى النور مع إستخدامهم كاميرات مراقبة سرية وتعاملهم المباشر مع تجار مخدرات
حلقة مجدى الجلاد كانت بمثابة الصدمة الكهربائية التى يصطدم بها المريض فى غرفة الإنعاش عله يفيق ويعود إلى الحياة. مفاد الحلقة أكد أن المخدرات أصبحت أسهل كثيرا من الحصول على السجائر. ومن خلال اتصالات المشاهدين تم تحديد أماكن بعينها لكبار تجار المخدرات أمام اللواء المسئول عن وضع حد للتدهور الخطير فى هذا الملف الذى يهدد كل عائلة مصرية
وكالعادة حاول الجانب الرسمى متمثل فى اللواء سامح الكيلانى التأكيد أن مشكلة المخدرات مشكلة عالمية ولا يوجد بلد تمكن من القضاء تماما على تجارة المخدرات. الأمر الذى كان الجلاد مستعدا له فواجه بعدد من الإحصاءات الرسمية عن حجم التجارة. على سبيل المثال، حجم تجارة المخدرات فى مصر 18 مليار جنيه أى ما يعادل 79% من دخل قناة السويس و41% من الاستثمار و82 من حجم حوالات المصريين بالخارج، وتعد مصر فى المركز الثانى إفريقيا فى تجارة وزراعة المخدرات وهى تحسب فى مصاف الدول المكتفية ذاتيا.
واستضاف الجلاد عددا من المدمنين سواء السابقين أو الذين لازالوا يتعاطون المخدرات ليدقوا الجرس من جديد بذكرهم وقائع مرعبة عن ما يمكن أن تفعله المخدرات بالمدمن لدرجة تصريح أحدهم بأنه حدث بالفعل وقام مدمن بأصطحاب زوجته لتجار المخدرات نظير الجرعة التى يتوق إليها
فى الأيام الأولى لثورة 25 يناير، ووسط سيل النكات التى أطلقها المصريون خرجت نكتة تفيد بأن السبب الرئيسى لقيام الثورة هو قلة الحشيش فى البلد، فى إشارة إلى الحملة المكثفة للحد من المخدرات والتى شعر بها أغلب من يهتمون بأمور المخدرات. والآن يقول نفس هؤلاء الأشخاص أن المخدر فى المتناول ويمكن الحصول عليه عبر الهاتف ليصلك اينما كنت، وربما الدفع بالتقسيط. لست من هواة نظريات المؤامرة وتحميل جهاز الشرطة ما لايطيق ولكن على الجميع النظر إلى المشهد المصرى من أعلى نقطة يمكن الوصول إلى إليها لتتضح الصورة كاملة متكاملة من جميع الأطراف
وأخيرا، كتبت فى هذه المساحة ولأكثر من مرة رفضى لما سميته "فوبيا الإرادة الشعبية"، ودعوتى لكبار الإعلاميين بالخروج عن السياق ورفض عبارة "الجمهور عايز كده"، وهذا ما فعله مجدى الجلاد الذى قدم درسا فى الإعلام التلفزيونى الذى يجب أن يكون فى عصر ما بعد الثورة

0 comments:

إرسال تعليق

 
;