٠٤‏/١٢‏/٢٠١١

جونى .. عكاز رحيلى

أحمد بيومى - أفلامجى
قبل شهور بعيدة زارنى فى مكتبى المتواضع صديق قديم يرافقه شخص يسعى للتعرف على عدد من الصحفيين. أهدانى جونى ألبومه الجديد والذى حمل اسم "مطر عطشان" وأخبرنى بعض التفاصيل عن حياته وفنه وحلمه بأسلوب دمث رقيق. أذكر هذا الآن لأقدم أعتذارا لجونى. أعتذار له بسبب كم الأحداث التى تحيط بنا ونجد أنفسنا مجبرين على متابعتها والركض ورائها متناسين واحدا من أهم أدوار الصحافة وهو أكتشاف المواهب وتقديمها للقارئ. أعتذارى الذى تأخر كثيرا جاء بعد أن أهدانى جونى عبر الإيميل أغنية جديدة تحمل اسم "تانجو" وهى نواة لألبومه الجديد
جونى هو نموذج مثالى للموهبة الغنائية. ويكفى أن أذكر أسماء بعض أغانيه لتدركه مدى أختلافه وتفرده، "كرسى قهوة" و"ذكريات حلم" و"رصيف روحى" و"مطر عطشان" و "عكاز روحى" وتلك الأخيرة هى المفضلة لى. جونى بأعتباره حالة غنائية _ وككل الحالات الغنائية_ ستجد تفاصيل حياتية عاشها أثرت حياته الشخصية فأنطبعت على أعماله بشكل مباشر. ولا أدعى أننى أعلم عنه الكثير فقط بعض المعلومات التى استطعت الوصول إليها مثل كونه فى الأساس طبيب، وخلال دراسته للطب فى الجامعة تعرف على تؤأمه الفنى الموهوب المبدع المغور "انطونيوس نبيل" الذى كتب ولحن أغلب أعمال جونى. وسأذكر لكم بعض الأبيات التى كتبها ولحنها أنطونيوس وغناها جونى لتشعورا بمدى الموهبة التى يتمتع بها هذا الثنائى
غريب وعايز حضنك الدافئ .. والشمس نورها كان تملي حزين .. الحلم كان أحمال على كتافى .. جايلك وماشي من سنين وسنين .. باب الحياة كان قدامى مقفول .. وفى قلبي شايل حلم كان نفسه يعيش .. بنده عليكى مهما جرحه بيطول .. بنده عليكى ليه ما بتجاوبيش .. عكاز رحيلي فى غربتى انتى .. ضحكة دموعى وسكتى انتى .. بحرى وسفينتى وصرختى انتى .. دمى اللي سايل ع الحجر انتى .. ضحك النجوم نبض الشجر انتى .. حتى الهروب وقت الخطر أنتى
أكثر ما يميز أعمال جونى أنها قصص قصيرة متنكرة فى هيئة أغانى، منتهى التكثيف والثراء فى رسم ملامح الأغنية. وصوته المعبر القوى الواثق يصل بك إلى حالة من حالات السلام النفسى وقبول دعوته فورا لدخول عالمه الخاص وتصبح صديقا لشخصياته. تماما كما فى أغنية "تانجو" عندما يصف شخصيات أبطاله بكلمات بسيطة معبرة يمكن انت تمزج انت منها حكايات "بترقصى تانجو وبترقصى صلصة .. دايما لطعم الفرح مشتاقة .. وانا رقصتى رعشة قلم خرساء .. قوليلى أزاي يا حبيبتى نتلاقى
قبل فترة ليست بالقصيرة اتصل بى مسئول عن أحد برامج أكتشاف المواهب الغنائية يطلب منى ترشيح شخص ليشارك معهم فى المسابقة، لم أتردد وأخبرته عن جونى وكونه واحد من المواهب شديدة التميز. بعدها هاتفنى جونى وأكد أن المسابقة التى رشحته لها يستهدف القائمون عليها الشهرة و الشو الإعلامى، الأمر الذى رفضه جونى لأنه واثق من حلمه وموهبته
ادعو من خلال هذه المساحة الجميع إلى الألتفات إلى موهبة أصيلة تنتمى إلى المجتمع المصرى من جذوره، موهبة تواجه يوميا أحلام عظيمة وإنكسارات قد تعصف بحلمه وبحلم كل من يريد تذوق طعم الطرب الأصيل إلى الهاوية. أعتقد أننا فى هذه الفترة الفارقة فى تاريخ الوطن نحتاج جميعا إلى فن مختلف وإلى إعلام يساعد هذا الفن ويدعمه وتحمل مشقة تمهيد الطريق إلى المستمع والمشاهد. وكل من يريد أن يستمع إلى صوت جونى وأغانيه ما عليه سوى سرقة بعض الدقائق من وقته والدخول على موقع youtube وكتابة اسمه ليجد عددا وافرا من أعماله. السلام عليك جونى وعلى أمثالك من الموهبين.
                          نشر فى أخبار النجوم 29-9-2011

0 comments:

إرسال تعليق

 
;