١٢‏/١٢‏/٢٠١١

إعلام توفيق عكاشة


فى الشهر الذى نحتفل به بمئوية أديب نوبل نجيب محفوظ، نتذكر _رغما عنا_ محاولة اغتياله فى اكتوبر 1995 بعد أن طعنه شاب لاتهامه بالكفر والخروج عن الملة بسبب روايته _المثيرة للجدل_ أولاد حارتنا. وفى اعترافات الشاب أثناء التحقيقات ذكر أنه لم يطلع على الرواية لكن أحد الشيوخ كان قد أباح دم نجيب محفوظ مما دفعه _كغيور على الإسلام_ فى التخلص من أحد الكفار!.
وخوفا من أن يعيد التاريخ كتابة نفسه، سؤال يظل مطروحا معلقا باحثا عن إجابات دون جدوى، لماذا الصمت على ممارسات قناة "الفراعين" وتحديدا رئيسها توفيق عكاشة. الأغلبية الكاسحة أصبحت تتعامل مع توفيق عكاشة بإعتباره نكتة وعرض كوميدى فكاهى فى نهاية يوم شاق، لكن تناسى الجميع إحتمالية تأثير شخص مثله فى قطاع عريض يتعامل مع من يظهرون على شاشة التلفاز بإعتبارهم من العالمين ببواطن الأمور. وربما تميز عكاشة بلغة سهلة مختلفة غير مقعرة وركيكة، جذبت إليه قطاعات مختلفة واسعة، تنصت إليه، وتتفاعل معه، وتستجيب، بدليل ميدان العباسية الذى يصف نفسه فيه بـ "قائد ثورة التصحيح". عكاشة يسب ويشتم ويدعى كيفما شاء، دون أن يلقى أدنى إنذار أو تحذير أو حتى لفت نظر. وعلى الجانب الآخر نجد قنوات فضائية ومقدمى برامج تمارس ضدهم مختلف أنواع الضغوط.
وعلى سبيل المثال للإسفاف، عندما يتعامل عكاشة مع ملف الرئاسة المصرية تجده يشترط على الرئيس القادم أن يكون على دراية بعملية "تزغيط البط". وعند تعامله مع الإعلام تراه يشرح فى حوالى 18 ساعة المؤامرة الأمريكية الصهيونية الماسونية لإغتياله معنويا، وكيف أن الإعلام الأمريكى يتآمر عليه كونه خطرا على الدولة الأمريكية. ناهيك عن قناعاته بأن السنة الميلادية تحمل 13 شهرا وليس 12 فقط كما نعتقد جميعا. إلى جانب إتهامه لمبارك ونظامه بأنهم عملاء للماسونية، بعض النظر عن تقبيله لأيدى صفوت الشريف من قبل. وعند حديثه عن الولايات المتحدة يؤكد أن أوباما يجلس الآن أسفل سريره خوفا منه، إلى جانب وصفه لثوار التحرير بأنهم متعاطين لحبوب الترامادول المخدرة.
لا أحد مع المنع والإغلاق والتلجيم والضغوط، لكن الجميع ضد الإسفاف والإدعاء والتحريض. وحتى لا تتحول النكتة إلى كابوس، والمزحة إلى جريمة قتل، على جميع الأطراف المعنية التعامل مع النكتة بشكل جاد حقنا للدماء.

0 comments:

إرسال تعليق

 
;