٠٤‏/١٢‏/٢٠١١

المراجعات الفكرية للتوك شو

أحمد بيومى - أفلامجى
قبل أيام وأنا أقلب فى مكتبتى العزيزة صادفنى كتاب قديم يتناول ما سُمى بالمراجعات الفكرية للجماعات الإسلامية، كتاب كنت قرأته قبل فترة ليست بالقصيرة فأخرجته من مكمنه وبدأت فى قراءة سريعة وتوقفت عند بعض العلامات التى سجلتها بقلم رصاص خافت. من هذه التوقفات جملة "تطبيق الأحكام من اختصاص الحكام .. الحدود .. إعلان الحرب .. الجزية" وربما كان هذا التغيير المنهجى الجذرى عند الجماعات الإسلامية بعد أعوام من العنف والتطرف _وصلت مداها بإغتيال الرئيس الأسبق السادات_ أحد أهم المتغيرات فى تاريخ الجماعة منذ نشأتها، وربما التحول المهم الآخر هو إعلان تأسيس حزب سياسى. وبينما أقلب وأطوى صفحات الكتاب فأجائتنى إحدى مقدمات برامج التوك شو الشهيرة وهى تصيح وتلوح وتهدد وتتوعد وتنذر. فدفعت دفعا للتساؤل، هل تحتاج برامج التوك شو فى مصر إلى مراجعات فكرية؟
بعيدا عن المقدمات الضرورية التى تؤكد على خطورة المرحلة وحتمية ظبط النفس ووجوب البناء لا الهدم، هل تشعر صديقى القارئ بإختلاف فى برامج التوك شو فى الأشهر الأخيرة الماضية. أتحدث بالكامل عن فترة ما بعد الثورة. المتابع الجيد لبرامج التوك شو يلحظ بعض التغير فى اغلب برامج التوك شو. ففى البداية شعر الجميع داخل الحقل الإعلامى بإنفراجة وباب واسع للحرية فتهافت الجميع لتنشق نسماته، وأثناء الهرولة وقع الجميع فى أخطاء. نماذج كثيرة وحوادث مختلفة بداية من يوم التنحى وحتى أحداث ماسبيرو مرورا بالسفارة الإسرائلية ومولد سيدنا أحمد الشحات ومحاكمات الرئيس وأزمة المعتمرين والداخلية والأستفتاء وعبود الزمر والألتراس وعشرات غيرها. فى الفترة الأولى تعامل أغلب إعلام التوك شو على أساس السرعة والسبق، وأغفلوا بقدر كبير تدقيق الخبر والتحليل الموضوعى الشامل. وأصدروا أحكاما واعلنوا الحرب وبعض القنوات قررت فرض الجزية. الآن، تسمع كثيرا فى غالبية البرامج عبارة "جاءنا خبر غير مؤكد ولن نتناوله الآن"، "لن نعرض صور شهداء ماسبيرو حفاظا على الأمن العام ومشاعر الجمهور" وهكذا
ربما فى الفترة الأولى وبعد نجاح بروفة الثورة، وغياب كامل للدور الأمنى فى برامج التوك شو نسى القائمون على هذه البرامج المسئولية الثقيلة الملقاه على اكتافهم فى ظل غياب الرقابة والمراقبة. ومن يذكر جيدا سيدرك أن قياسات الرأى العام التى أجريت قبل شهرين تقريبا كانت تشير بقوة إلى مسئولية الإعلام عن الفوضى التى يشعر بها المواطن. وأعتقد أن الرسالة كانت بالقوة الكافية لتصل إلى المسئولين عن دولة التوك شو، فأجتاحهم الشعور بالمسئولية التى تقع على عاتقهم. وعقدوا إجتماعات لفريق الإعداد لتحديد الأدوار والأهداف، وظهر على السطح الرقيب الذاتى الذى طالما نادى به الجميع فى كل المجالات بأعتباره الأفضل والأجدر لهذه المرحلة وغيرها. ومع ظهور الرقيب الذاتى رافقه ما يمكن تسميته بالتوعية السياسية الذى أصبحت ركيزة اساسية فى التوك شو هذه الأيام
هدأت النبرة فى أغلب البرامج وبدأ الأتجاه يسير نحو المعرفة، وربما بدء العملية الديموقراطية فى أغلب النقابات أشعر الجميع بالأستيقاظ المفاجئ، وأن الوقت _ولو طال_ يمر. وأن تشكيل البرلمان المصرى أصبح مسألة وقت والمترشحون بالفعل فى الشوارع والحارات. وبذكر الأنتخابات _وعودة للمراجعات الفكرية للجماعات الإسلامية_ رأيت جملة أخرى فى الكتاب الذى بين يدى تقول "على دعاه الإسلام أن يكونوا صادقين مع أنفسهم وألا يزايدوا على غيرهم" فرأيت أمامى الجماعات المختلفة التى ترفع لواء الإسلام وتسألت إن كانوا يذكرون ما قالوه قبل سنوات. دعوات وسلامات
                                                                  نشر فى أخبار النجوم 20-10-2011

0 comments:

إرسال تعليق

 
;